حكايات قبل النوم للكبار

تعتبر القصص والحكايات من الأمور المحببة إلى قلب الأشخاص، حيث يحب الفرد أن يستمع إليها منذ الصغر من فم والدته قبل النوم، ليكبر ويستمع إليها من أفواه الأصدقاء والأحباب، وهناك حكايات من شأنها أن توصل رسالة حكيمة إلى الأشخاص، فيتلقوا منها المواعظ والأحكام، لذا في التالي سوف يتم استعراض أجمل الحكايات للكبار قبل النوم.

حكايات قبل النوم للكبار

فيما يلي حكايات قبل النوم للكبار:[1]

قصة الحب العجيب

في إحدى المدن الأمريكية كان هناك رجل سياسي شهير يمتلك الكثير من الصفات الإيجابية التي جعلته محط إعجاب الكبار والصغار، ولعل أهمها أنه كان محبًا للخير، ويساعد الضعفاء والمساكين، ويقف إلى جانب الأبرياء المظلومين حتى يظهر الحق، كما كان يصارع الغش وأصحابه مهما كلفه الأمر.

وفي يوم من الأيام؛ وعند الثانية عشر صباحًا أصيب بالذبحة الصدرية، وحاول الاتصال على أرقام أهم الأطباء الذين كانوا مسجلين على هاتفه، إلا أنه لم يستجب له أحد منهم، فاتصل كمحاولة أخيرة على رقم صيدلية في أحد الأحياء الشعبية، واستغاث بالطاقم الطبي هناك لإنقاذ حياته.

أرسل الطاقم الطبي صيدلانية شابة منهم لتحاول إنقاذ حياته، وقد تفاجأ السياسي بصغر عمر تلك الصيدلانية، ويأس من شفائه على يدها عندما سألها: كم عمرك؟ أجابته: أثنى وعشرون عامًا.. ثم نظرت إليه وأحست يأسه فطمأنته عن معرفتها بطرق العلاج وشفائه بإذنه تعالى.

أخذت الصيدلانية حقنة من حقيبتها، وأعطته إياها وفعلًا بدأ يتماثل للعلاج وتوقف الألم، ثم أخذا يتناولان أطراف الحديث؛ وشعر براحة كبيرة بحديثها وابتسامتها ووجهها البشوش، فقد توفيت زوجته منذ مدة بعيدة، وقرر بعدها أن يعيش وحيدًا لا يستقبل أحدًا في منزله، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تدخل إلى بيته امرأة.

دُهش الزعيم الكبير عندما علم أن تلك الفتاة تعرف كل شيء عن حياته، وحتى كانت تحفظ عدة فقرات من خطبه التي كان يلقيها في البرلمان، وعند انتهائها من إعطائه العلاج، واطمأنت على صحته، استأذنته وخرجت.

افتقد الزعيم تلك الفتاة بعد خروجها على الفور، فعاود طلبها عبر الهاتف، وأخبرها أنه أصيب بأزمة قلبية من جديد، إلا أنها لم تصدقه فضحكت وأخبرته بذلك، وأكدت له أنها مع ذلك ستذهب إليه على الفور، فذهبت إليه ولم تخرج بعد ذلك من منزله أبدًا، فقد قد كانا يقضيان الوقت معًا من الصباح حتى المساء من كل يوم، وبالفعل تحسنت صحته، لكن مع تسرب قصته إلى الخارج حالت صحته دون ذلك.

عندما علمت الحكومة بقصته فخيرته إما أن تقضيه عليه أو أن يعود إلى حياته الطبيعية السابقة، خوفًا من أن تتسرب المعلومات السياسية السرية عن طريق تلك الفتاة التي يروي لها الزعيم الكبير كل شيء، إلا أنه أكد لهم استعداده لقطع علاقته بالسياسة على أن يقطع علاقته بتلك الفتاة التي أحبها قلبه وارتاح لها، وذهب إليه أصدقاؤه وترجوه أن يقطع علاقته بالصيدلانية من أجل هؤلاء الضعفاء والمساكين الذين يساعدهم على أقل تقدير، إلا أنه قابلهم بالرفض.

خافت الفتاة على حياة الزعيم الكبير، فقررت أن تقطع علاقتها به لتنقذ حياته من ألسنة الرأي العام، لكنه رفض أن ينفصل عنها، بل وقرر أن يتزوجها، فأخبرته الفتاة أنها تتمنى ذلك، ولكنها تعرف أن هذا الزواج سوف يقضي عليه، فأطلقت على نفسها الرصاص، وماتت مضحية بنفسها من أجل الضعفاء والمساكين! وفي اليوم التالي أصيب الزعيم الكبير بأزمة قلبية، وأكد الأطباء أنه لن ينجو منها هذه المرة، وماتت معهم قصة الحب العجيب.

قصة الرضا والقناعة

في يوم من الأيام، وفي إحدى القرى الصغيرة كان هناك عائلة صغيرة تتألف فقط من أم أرملة وطفلها الصغير، حيث يعيشان معًا حياة بسيطة متواضعة للغاية، وكانت تلك الأم تعاني الفقر والجوع، فليس بوسعها إلا أن تؤمن قوت يومها وبصعوبة بالغة.

كانت تلك العائلة الصغيرة تعيش في غرفة صغيرة فوق سطح إحدى المباني، وعلى الرغم من كل الظروف القاهرة التي كانا يتعرضان لها إلا أنهما كانا يتمتعان بالرضا والقناعة، وأكثر ما يقلق راحة الأم هو قدوم فصل الشتاء وسقوط الأمطار عليهما من تلك الثقوب في سقف الغرفة والشعور بالبرد طوال الفصل.

كانت القرية التي يعيشان بها ذات طقس معتدل في أغلب الأوقات، وفي فصل الشتاء تتعرض لزخات خفيفة من المطر، ولكن في أحد الأيام هطلت الأمطار بغزارة شديدة، وامتلأت سماء القرية بالغيوم والسحب الداكنة، وجميع أبناء القرية احتموا في منازلهم، وتلك العائلة الصغيرة في غرفتهم.

نزلت دموع الأم، وهي تحاول أن تحمي طفلها من البرد والأمطار الغزيرة، احتضنته وكأنها تخبئه بداخلها، ولكن جسد الأم وملابسها كان غارقةً في البلل، خطرت على بال الأم فكرة، فخلعت باب الغرفة، ووضعته بشكل مائل على أحد الجدران، وخبأت طفلها تحته حتى تحجب عنه سيل المطر.

فما كان من هذا الطفل إلا أن نظر إلى أمه، وقال لها في سعادة بريئة يملؤها الرضا: يا ترى ماذا يمكن أن يفعل الفقراء يا أمي في هذه الظروف الصعبة عندما يسقط عليهم المطر، وهم ليس لديهم باب؟ تخيل أن هذا الصغير قد شعر في هذه اللحظة أنه أحد الأغنياء لمجرد أنه يمتلك باباً يحميه من المطر المنهمر، فما أجمل الرضا فهو من يجلب السعادة وراحة البال للإنسان.

قصة الحب المرير

كان يا ما كان في قديم الزمان، كان هناك شاب يدعى أحمد في السابعة عشر من عمره، وكانت محبوبته ليلى شابة في الخامسة والعشرين من عمرها، تعرفا على بعضهما البعض في معسكر لاحتجاز اليهود في بولندا.

وقد كان الشاب أحمد مهدداً بالإعدام، إلا أن الحراس حافظوا على حياته؛ لأنه كان يملك صوتًا جميلًا يسليهم ويؤنسهم كلما رغبوا بذلك، أما ليلى فلم يعدموها أيضًا، كونها كانت نبيهة وفطنة، فجعلوها تقوم بالعديد من المهام في المعسكر، وبسبب ذلك كانت تتمتع بحرية نسبية في المكان.

استمر الحبيبان في اللقاء خلسة في المعسكر، رغم أن اكتشاف أمرهما من قبل الحراس كان كفيلًا بأن يؤدي بهما إلى الهلاك لا محالة، وقد اتفق العاشقان أن يلتقيا في العاصمة البولندية عندما يتمكنان من النجاة، لكن لم تتحقق رغبتهما إلا بعد مضي اثني وسبعين عامًا على وعدهما، حتى إن المكان اللذين اتفقا عليه لم يكن هو من التقيا به بل التقيا في ولاية نيويورك الأميركية، وكان قد تقدم بهما العمر.

حيث استطاع أحمد أن يفر في عملية لنقل المحتجزين، بعد أن وجه ضربة قاضية على أحد الحراس، ومكث لفترة في إحدى المناطق الأوروبية قبل أن يهاجر إلى أهله الذين يتواجدون في أمريكا حيث كانوا قد سبقوه إلى هناك، ومن ثم تزوج وأسس عائلة له، أما ليلى فقد عملت في مساعدة النازحين بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وبعدها تزوجت وهاجرت إلى أمريكا، وأسست هي بدورها عائلة لها، لكن كلاهما لم ينسَ الآخر!

وبتشجيع من الأهل والأصدقاء، قام أحمد بكتابة قصته، وتحدث خلالها عن محبوبته التي لم ينسها قط، وبعد عدة سنوات، تم ترتيب زيارة لهما واجتمعا بكثير من الشوق، لكن ليلى كانت مريضة ومتعبة، وكانت قد أصبحت أرملة منذ سنوات طويلة، لكنها ما زالت تذكر قصة حبها الأول أحمد، وأكدت له، أنها قد أنقذته من الموت عدة مرات، وذلك عندما كانت مسؤولة عن سجلات من يجري اقتيادهم إلى الموت، على الرغم من صعوبة حالها، كونها كانت مجرد مستخدمة بسيطة معرضة للقتل في أي لحظة.

طلبت ليلى من أحمد خلال اللقاء أن يغني لها أغنية كانت قد علمتها له في أربعينيات القرن الماضي، فغنى لها إياها بكل حب، ولم يكن ذلك اللقاء الوحيد بينهما بعد تلك السنوات الطويلة، بل تكررت زياراته لها حتى توفيت عن عمر ناهز القرن، بعدما عاشت حياة أشبه بالفيلم الرومانسي حتى وإن لم ينته بالشكل الذي يتمناه العشاق.

المراجع

  1. ^ britannica.com , The-Hunchback-of-Notre-Dame , 04/07/2024
أضف تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *