قصص مؤلمة من عالم المخدرات

عالم المخدرات هو مجال معقد يشمل إنتاج وتوزيع واستهلاك المواد المخدرة غير المشروعة، وهذه المواد تؤثر على الجهاز العصبي المركزي وتغير حالة الوعي، مما يؤدي إلى الإدمان ومشكلات صحية ونفسية خطيرة، وتتنوع أنواع المخدرات، وتشمل الأفيونات والكوكايين والماريجوانا والميثامفيتامينات والعديد من المواد الأخرى.

قصص مؤلمة من عالم المخدرات

هذه القصص حقيقية تماماً، ويرويها أشخاص خلال جلسة علاجية في إحدى مصحات الإدمان، ويشارك كل واحد منهم قصته مع المواد المخدرة التي دمرت حياتهم، وأفقدتهم كل ما يملكون، وكانت قصصهم كالتالي:[1]

  • قصة جوني:

يحكي جوني قصته المؤلمة قائلاً: “تخلى عني أهلي وطردوني من المنزل بسبب تعاطي المخدرات، وكنت أتعاطى العقاقير والأدوية لسنوات، ولم أستطع التوقف عن هذا الإدمان، حتى نفدت أموالي، وأصبحت مشرداً في الشوارع، ورفضت معظم أفراد العائلة السماح لي بالعودة إلى المنزل خوفاً من أن أؤذي أحدهم، أو حتى ارتكب جريمة قتل، ورغم هذا لم تستطع أمي تحمل فكرة طردي نهائياً، وظلت تشعر بعدم الرضا.

بمرور الوقت، لم يعد يهمني شيء سوى تعاطي المخدرات، فقدت كل طموحاتي، وكنت واقفاً أمام مستقبل مجهول يملؤوه الخوف والضياع، غير مدرك لما يمكن أن يحدث لي.”

  • قصة مناحيم:

تذكر إحدى الأمهات قصة ابنها مناحيم وهو اسم مستعار، كان يبلغ من العمر اثنين وعشرين عامًا عندما بدأ تعاطي المخدرات بشكل مستمر، في إحدى المرات أخذ جرعة مضاعفة من الهيروين؛ مما أدى إلى أزمة صحية خطيرة، وتمكن الأطباء من إنقاذ حياته، وبعد هذه الحادثة حاول أهله علاجه من الإدمان، وأخذوه إلى مصحة للعلاج.

كان مناحيم طالبًا مجتهدًا ومتفوقًا في دراسته الجامعية، لكنه بدأ في تعاطي المخدرات في السنة النهائية من الجامعة، وبعد فترة من العلاج، عاد مجددًا إلى تعاطي المخدرات، واكتشفت والدته ذلك عندما أخبرتها إحدى جاراتها بأنها رأته يجلس مع بعض الرجال الأكبر سنًا المعروفين بسلوكهم الفاسد وتعاطيهم المخدرات.

عندما واجهته عائلته بهذا الأمر أنكر مناحيم تمامًا، ولكن بعد محاولات مستمرة، تمكن والداه من إقناعه بالعلاج مرة أخرى، وشعر والديه بخيبة الأمل والحزن على حالته، وبعد رحلة علاج استمرت لمدة ثلاث سنوات، عثر أهل المنطقة على مناحيم متوفى داخل شاحنة والده، التي كانت متوقفة على بعد ثلاثة منازل من منزلهم.

بعد وفاته اكتشف أهله العديد من التفاصيل حول المواد المخدرة والأدوية غير المصرح بها التي كان يتعاطاها، مما زاد ألمهم وحزنهم على فقدانه.

  • قصة جوفن:

جوفن شاب يبلغ من العمر 18 عامًا، نشأ مدللاً وحظي بكل ما يتمناه أي شاب في سنه بفضل والده الميسور الحال، والده لم يبخل عليه بشيء، فزوده بسيارة حديثة وفخمة، وبطاقة ائتمانية مملوءة بالأموال، بالإضافة إلى وظيفة جيدة ومنزل رائع كان جوفن يحلم به منذ صغره، وعمل جوفن بجد وادخر المال ليحقق حلمه في الاستقرار والزواج، وكان في طريقه لتحقيق هذا الهدف.

لكن كل شيء تغير عندما قرر تجربة المخدرات كنوع من التسلية في أوقات فراغه، مع مرور الوقت أصبح جوفن غير قادر على التخلي عن المخدرات والعقاقير التي يتناولها وأصبح مدمنًا، وشُغل كثيرًا عن الحياة وأهمية الأمور المحيطة به، وأصبح تركيزه الوحيد هو إشباع رغبته الملحة في تعاطي المخدرات.

نتيجة لذلك فقد جوفن صديقته وعائلته، وتم فصله من وظيفته، كما أن البنك سحب منه منزله الذي كان قد ادخر له كثيرًا من المال، في نهاية المطاف لم يتبق لجوفن أي شيء، وكان يتمنى أن يساعده أحد في التخلص من الإدمان والعودة إلى حياته الطبيعية، لكنه كان يعتقد أن العلاج يحتاج إلى حياة مثالية لتحقيق نتائج جيدة، وعندما فقد الجميع الأمل فيه لم يعد أحد يهتم بمساعدته للتخلص من عاداته السيئة، وأصبح هو أيضًا لا يهتم بالأمر، واستمر جوفن في تناول المخدرات.

  • قصة جاليه:

تروي الزوجة قصة إدمان زوجها جاليه، حيث بدأت حياتهما الزوجية عندما تزوجت به في سن الثالثة والعشرين، ولم يكن لجاليه وظيفة حينئذ، لكنه كان ممتلئاً بالطاقة والعزيمة، وراغباً في تحقيق إنجاز حقيقي لإعالة أسرته الجديدة، وقضى خمسة أشهر في البحث عن وظيفة مناسبة، لكنه لم يتلق أي رد إيجابي من الشركات التي تقدم إليها، مما أصابه بالإحباط واليأس.

في مواجهة هذا الفراغ واليأس بدأ جاليه يتجول في الشوارع باحثاً عن أي تسلية لتمضية وقته، مما قاده إلى تكوين صداقات جديدة، وسرعان ما لاحظت الزوجة أن أصدقاءه الجدد يظهر عليهم علامات تعاطي المخدرات، مثل ضعف البنية والمظهر العام المهمل، وحاولت نصحه بالابتعاد عنهم، لكنه كان يشعر بالضغط النفسي، وأصبح يتشاجر معها في كل مرة تحاول فيها التحدث معه عن هذا الأمر، مما جعل النقاشات تتحول إلى مشاكل كبيرة.

في عيد الميلاد الأول لابنتهما استيقظت الزوجة لتجد زوجها جاليه مفارقًا للحياة بجانبها في السرير، وتبين أن سبب الوفاة كان تناول جرعة زائدة من المخدرات، وكان ذلك في 25 ديسمبر 1998، وتعبر الزوجة عن حزنها قائلة: “لقد مرت 21 عامًا، وابنتي تعيش بدون أب طوال هذه السنوات.”

  • قصة فيكتوريا:

فيكتوريا شاب يبلغ من العمر 24 عامًا، كان يعمل في وظيفة مرهقة للغاية، ورغم اجتهاده قام صاحب العمل بطرده، مما جعله يشعر باليأس والإحباط وفقدان الهدف في الحياة، وتحت تأثير الضغوط النفسية الكبيرة، لجأ إلى تجربة المخدرات والتي سرعان ما أصبحت صديقه الذي لا يفارقه، كان يشعر بالسعادة والنشوة عند تعاطيها، ويغفل عن كل ما يزعجه في الحياة.

وأصبح فيكتوريا مقتنعًا بأن لا أمل له في التعافي، وصرح بأن هذا هو قدره المحتوم، وأنه سيستمر في تعاطي المخدرات، تحولت قصته إلى إحدى القصص الحزينة التي يتناقلها الناس عن أضرار المخدرات وآثارها المدمرة على حياة الأفراد.

المراجع

  1. ^ sunshinebehavioralhealth.com , Sad stories about Drug , 28/07/2024
أضف تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *