آخر آيتين من سورة البقرة

قراءة آخر آيتين من سورة البقرة فيها من الفضل والخير الكثير، فقد ورد عن فضلهما أحاديث نبوية وردت في الصحيحين، كما أنهما من الأذكار القرآنية اليومية التي يلتزم بها المسلم المتدين؛ ليتحصن بهما، فمن المستحب قراءة هذه الآيات، بالإضافة إلى سورة الكرسي والمعوذتين؛ ليردع الإنسان عنه الشيطان.

آخر آيتين من سورة البقرة

بسم الله الرحمن الرحيم: “آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)”. صدق الله العظيم

فضل قراءة آخر آيتين من سورة البقرة قبل النوم

ورد عن الرسول (ص) إنه قال: “مَنْ قرأَ الآيتيْنِ من آخِرِ سُورةِ البقرَةِ في ليلةٍ كَفَتَاهُ”.[1]

قيل في تفسير “كفتاه” أنهما أجزتا عنه من قيام الليل أو قراءة القرآن، وقال آخرون أن كفتاه معناها كفتاه كل سوء أو شر الشيطان والجن.

كما أنه ورد في صحيح مسلم أن:“بَيْنَمَا جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النَّبِيِّ -صلى اللهُ عليه وسلم- سَمِعَ نَقِيضًا مِنْ فَوْقِهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: هَذَا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ الْيَوْمَ، لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ فَقَالَ: هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الْأَرْضِ، لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، فَسَلَّمَ، وَقَالَ: أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ، فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلَّا أُعْطِيتَهُ”.[2]

كما ورد أن هذه الخواتيم كنوز من تحت عرش الرحمن؛ لذا فهذه الآيات من الأذكار التي لها فضل كبير على المسلم في حياته ودعائه، فهي تدفع عنه الشر، وتكون نور له يوم القيامة، ويحصل من خلالهما على حسنات كثيرة -بإذن الله-.

متى تقرأ آخر آيتين من سورة البقرة

يُعتقد أن قراءة آخر آيتين من سورة البقرة قبل النوم أمر يمنح المسلم الحماية من الشرور والمصائب، كما أنهما تحصنًا من الشيطان، كما يُستحب قراءة هذه الآيات مرة صباحًا وأخرى مساءً (أول الليل) من ضمن أذكار الصباح والمساء.

سبب نزول آخر آيتين من سورة البقرة

حينما نزّل الله على الرسول الآية الكريمة: “لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ” شعر الناس بالحزن، وأن الأمر قد اشتد عليهم، لأن الله سوف يحاسبهم على ما يضمرونه في نفوسهم حتى وإن لم يعملوا به.[3]

لذا قالوا: “أنزلت عليك هذه الآية ولا نطيقها يا رسول الله“، كما قالوا: “والله ما نزلت آية أشد علينا من هذه الآية، إن أحدنا ليحدث نفسه بما لا يحب أن يثبت في قلبه“، فقال لهم الرسول (ص) ألا يكونوا كبني إسرائيل الذين قالوا “سمعنا وعصينا“، بل قال لهم قولوا: “سمعنا وأطعنا“.[4]

لذا نزّل الله الآية رقم 285 من سورة البقرة (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ …)، فلما فعل المؤمنون ذلك، نزلت الآية 286 لتنسخ الآية السابقة رحمةً بالناس، فقال فيها الله (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا…)، أي أن الحساب سوف يكون بالعمل، وأن الله لن يكلف نفسًا إلا ما تطيقه، وأن الله سوف يتجاوز ما يحدث الناس به أنفسهم ما لم يعملوا به.

تفسير أواخر سورة البقرة

فيما يلي أبرز التفسيرات التي جاءت حول خواتيم سورة البقرة:[5]

  • تفسير الآية 285: يقر الله -سبحانه وتعالى- أن المؤمنين والرسول آمنوا بالله وبما أنزله من كتب ورسالات، ويؤمنون بالملائكة الكرام، ولا يفرقون بين أحد من الرسل، أي أن جميع الرسل لديهم سواسية، وأن من سمات المؤمن أنه يقول (سمعنا وأطعنا) أي يُسلّم أمره لله، ويستغفر الله عما أساء فيه، ويؤمن أن مرجع الناس جميعًا لهو إلى الله يوم يقوم الحساب.
  • تفسير الآية 286: أن الله -عز وجل- لا يكلف كل نفس إلا ما تتحمله، وأن كل نفس سوف تُجزى فقط بما كسبت، أي أن العمل هو الفيصل في الحساب، فمن عمل حسنة سوف يُجزى بها، ومن اقترف سيئة سوف يُجزى بها، ثم يذكر الله دعاء يحث عليه المؤمنون ألا وهو سؤالهم ألا يعاقبهم الله إذا نسوا أو أخطئوا، وألا يكلفهم الله بعهود/ واجبات ثقيلة كما حدث من أقوام آخرين، وألا يكلفهم الله إلا ما لديهم طاقة للقيام به، ثم يسألون الله العفو والمغفرة والرحمة والنصر على الكافرين.

المراجع

  1. ^ عبدالله بن مسعود , الألباني، صحيح الجامع، 6465، صحيح
  2. ^ عبدالله بن عباس , مسلم، صحيح المسلم، 806، صحيح
  3. ^ dorar.net , سُورَةُ البَقَرَةِ , 19/09/2024
  4. ^ أبو هريرة , مسلم، صحيح المسلم، 125، صحيح
  5. ^ quran.ksu.edu.sa , القرآن الكريم - تفسير ابن كثير
أضف تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *