سعر الذهب قد يصل إلى 2700 دولار للأونصة بحلول منتصف عام 2025

كان الذهب أحد أفضل الأصول أداءً في عام 2024، حيث ارتفع إلى مستويات قياسية جديدة في مناسبات متعددة وسط خلفية من الظروف الاقتصادية المتدهورة وطباعة الديون بلا توقف، ومن المتوقع أن يستمر في الارتفاع مع احتمال انخفاض أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية العالمية الكبري وارتفاع التوترات الجيوسياسية.

وعلى مدار الربع الثالث من العام يجل المعدن الأصفر مكاسب تزيد عن 14% مسجلًا أفضل أداء فصلي منذ يناير 2016، وخلال تعاملات شهر سبتمبر الماضي ارتفع بنحو 6% ليصل لأعلى مستوياته على الاطلاق عند 2685 دولار للأونصة.

ومنذ بداية عام 2024 حقق الذهب مكاسب تزيد عن 30% متفوقًا على مكاسب مؤشر ستاندرد آند بورز 500 البالغة 20%، وهذا يجعله من أفضل الأصول أداء خلال هذا العام.

هناك العديد من العوامل المتعددة التي تقف وراء المكاسب الواسعة التي حققها المعدن الأصفر، التي تشمل توقعات خفض سعر الفائدة الأمريكية خلال هذا العام وهو من أبرز العوامل التي أثرت ايجابيًا على أداء تداول الذهب مع المزيد من الدعم من عدم اليقين الكلي والجيوسياسي والاتجاه المستمر لتنويع احتياطيات البنوك المركزية للابتعاد عن هيمنة الدولار الأمريكي.

يقول الخبراء أن التوترات الجيوسياسية من المرجح أن تمتد إلى ما هو أبعد من الربع الرابع، مع تزايد حالة عدم اليقين بشأن الحكومة الأمريكية المقبلة وسياساتها، مع تسليط الضوء أيضًا على أن “الصراعات الكبيرة غير المحلولة التي تركزت في كل من أوكرانيا وغزة التي ليست لديها حافز واضح لإنهاءها”.

وقالوا: “نتوقع أن يظل الذهب تحوطًا مفضلًا للسوق لكل من المخاطر الجيوسياسية ومخاطر الأسعار”، تاريخيًا، تفوق المعدن الأصفر على الأسهم خلال فترات التقلبات المرتفعة، وهو ما ثبت مرة أخرى أنه هو الحال في الأشهر الأخيرة على الرغم من إجماع السوق الأقل تشاؤمًا بشأن وتيرة تخفيضات أسعار الفائدة من جانب البنك الاحتياطي الفيدرالي في المستقبل، وقال المحللون إنه في رأيهم “قد يستمر هذا الارتفاع إلى أبعد من ذلك”، مما يعطي هدفًا للسعر عند 2700 دولار للأوقية بحلول منتصف عام 2025.

إلى جانب محركات المخاطر في الأمد القريب، نتوقع أن يزداد الطلب على صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب في الأشهر المقبلة، وفقًا لبيانات صناديق الذهب المتداولة الرسمية التي نشرها مجلس الذهب العالمي، ارتفعت صناديق الذهب المتداولة المدعومة ماديًا في أغسطس لتسجل الشهر الرابع على التوالي من التدفقات الداخلة، وانتعشت الحيازات الإجمالية إلى ما يقرب من 3182 طن متري وهو أعلى مستوى منذ بداية العام.

وقال المحللون: نوصي بأن تتضمن المحفظة المتنوعة المقومة بالدولار الأمريكي تخصيصًا بنسبة 5% للذهب كتحوط محفظة واسع النطاق.

لماذا يرتفع سعر الذهب؟

هناك بعض العوامل وراء المكاسب الأخيرة:

في الغالب يتزايد الاهتمام بشراء الذهب فى حالة عدم اليقين، حيث تزايدت المخاوف تجاه مستويات التضخم والدولار الأمريكي القوي، على سبيل المثال، الأمر الذي دفع الكثيرون للبحث عن أماكن بديلة لإستثمار الأموال، كما ارتفع الذهب في الأيام الأولى من جائحة كوفيد 19.

من بين مصادر عدم اليقين اليوم التوترات الجيوسياسية التى تصاعدت في الأيام الأخيرة مع الضربات الإسرائيلية لحزب الله في جنوب لبنان، في الوقت نفسه، تستمر الحروب فى غزة وأوكرانيا في تأجيج المخاوف بشأن المستقبل في مختلف أنحاء العالم.

وفى أسواق مثل الولايات المتحدة، يوجد قلق متزايد تجاه صحة سوق العمل وصحة الاقتصاد، حيث يشير قيام البنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية وهو معدل أكبر من المعتاد إلى تركيز جديد على إبطاء أرقام التوظيف، ومن المتوقع حدوث المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة قبل نهاية العام، ويأتي هذا الإجراء في خضم عام انتخابي مضطرب، وهو ما قد يثبت أنه حاسم للسياسة الاقتصادية في المستقبل أيضا.

في المستقبل القريب، تزداد مخاوف المستثمرين من حدوث أى حالة من الاضطرابات في الاقتصاد، ولهذا السبب يحتفظون بحصة لائقة من الذهب فى محافظهم باعتباره أفضل ملاذ آمن تقليدي على الاطلاق.

ويشير المحللون أيضا إلي الطلب القوى من قِبَل البنوك المركزية فى مختلف أنحاء العالم، فقد أشار كبير استراتيجيى السوق فى مجلس الذهب العالمى “جو كافاتوني” في الشهر الماضي إلى أن الطلب من قِبَل البنوك المركزية كان أعلي كثيرا من متوسط الخمس سنوات، وهو ما يعكس حجم القلق المتزايد تجاه معدلات التضخم والاستقرار الاقتصادى.

وأضاف كافاتوني أن الاجراءات التحفيزية الأخيرة التي اتخذتها السلطات الصينية والتي تهدف إلي تعزيز الإنفاق الاستهلاكى من المتوقع أيضًا أن تزيد من استثمارات التجزئة للذهب، مما يعزز أداء الذهب بشكل أكبر.

الجدير بالذكر أن بنك الصين الشعبي اتخذ عدة تدابير غير مسبوقة منذ قيامه برفع قيود كوفيد 19 بهدف دعم الاستهلاك، كما أعلن البنك عن خفض معدل الفائدة علي القروض متوسط الآجل للمؤسسات المالية لتصل إلى 2% من 2.3%، وقام بضخ نحو 300 مليار يوان في الأسواق لدعم الاقتصاد في الوقت التي تفتقر فيه البلاد للسيولة.

لماذا يجب على المبتدئين الاستثمار في الذهب في أكتوبر الجاري؟

يمنح بداية الربع الرابع والأخير من عام 2024 المستثمرين فرصة جديدة لمراجعة ما نجح في محافظهم الاستثمارية هذا العام وما لم ينجح، كما أنه وقت ذكي للاستثمار في الأصول البديلة التي شهدت نجاحًا كبيرًا هذا العام، أحد هذه الخيارات هو المعادن الثمينة وخاصة الذهب الذي ارتفع بقوة محطمًا العديد من الأرقام القياسية للأسعار مؤخرًا في سبتمبر، ويتوقع العديد من الخبراء المزيد من الزيادات في الأسعار في أكتوبر وما بعده.

بالنسبة للمبتدئين، قد يبدو الذهب أصلًا غير عادي ربما يكون أكثر ملاءمة للمستثمرين الأكبر سنًا والأكثر خبرة، لكن شهر أكتوبر هذا هو الوقت المناسب للبدء في التعامل مع المعدن، حتى بالنسبة لأولئك الأقل خبرة في السوق، فيما يلي، سنوضح ثلاثة أسباب رئيسية تجعل المبتدئين يفكرون في الاستثمار في الذهب هذا الشهر:

1 .فرصة لتحقيق ربح سريع

تقليديًا يُعتبر الذهب استثمارًا طويل الأجل وملاذ آمن، ويكون أكثر فائدة كلما احتفظت به لفترة أطول، وبينما لا تزال هذه الحكمة التقليدية سارية عمومًا، فإن نمو الأسعار بنسبة 30% تقريبًا التي شهدها المعدن حتى الآن هذا العام يمنح المبتدئين فرصة نادرة لتحقيق ربح سريع من خلال الاستثمار الآن والبيع في الأسابيع أو الأشهر المقبلة.

بدأ الذهب العام بسعر 2063 دولار للأوقية ولكنه الآن يحوم حول 2700 دولار، مع توقعات بأنه قد يرتفع إلى 3000 دولار أو يتجاوزها قبل نهاية العام، لذا إذا كنت تبحث عن استثمار يمكن أن يحقق ربحًا سريعًا، فمن المنطقي أن تسعى إلى الذهب هذا أكتوبر بينما لا يزال السعر في متناول اليد.

2 .فرصة لبدء تنمية مدخراتك التقاعدية

كلما بدأت الادخار للتقاعد مبكرًا كلما كان وضعك أفضل، على سبيل المثال: لطالما اعتُبرت حسابات التقاعد الفردية بالذهب وسيلة ذكية للاستثمار في سنواتك الذهبية وخاصة الآن مع ارتفاع الأسعار، لذا من خلال الاستثمار الآن والاحتفاظ بالذهب بدلاً من بيعه للحصول على العائد السريع المذكور أعلاه، ستتاح لك الفرصة لبدء تنمية مدخراتك التقاعدية منذ سن مبكرة، تذكر أن سعر الذهب على المدى الطويل يرتفع عادةً، وهذا يعني أنه يمكنك وضع محفظتك لتحقيق نمو كبير في السنوات القادمة.

3 .تنويع إضافي قبل تقلبات السوق

تم الاعلان عن أول خفض لأسعار الفائدة منذ أكثر من أربع سنوات في شهر سبتمبر الماضي، ومن المحتمل أن يتم الاعلان عن تخفيضات إضافية في نوفمبر وديسمبر، فمستويات التضخم تسير نحو المستوي المستهدف للبنك، ولكن ليس بالضبط ما يريده البنك الاحتياطي الفيدرالي أن يكون فهناك مخاوف متزايدة بشأن ارتفاع البطالة، في غضون ذلك، تتصاعد التوترات الجيوسياسية وتلوح الانتخابات الرئاسية الأمريكية في الأفق، ولم تتحقق بعد آثار خفض أسعار الفائدة في سبتمبر بالكامل.

إذا فهمنا هذه التقلبات، فمن المنطقي إضافة حاجز إلى محفظتك بالذهب، في الفترات الاقتصادية المضطربة، يميل الذهب إلى الحفاظ على قيمته وحتى الارتفاع، لذا فكر في إضافة بعض منها الآن بينما تعيد السوق ضبط نفسها وفقًا لمعيار جديد، إذا انتظرت، فقد يتسبب المستثمرون الذين يتدفقون إلى سوق الذهب بحثًا عن الحماية في ارتفاع سعر الذهب إلى مستويات غير ميسورة التكلفة.

هل الاستثمار في الذهب جيد؟

يصف الخبراء بأن الاستثمار في الذهب هو الملاذ الآمن، بحجة أن السلعة يمكن أن تخدم في تنويع وموازنة محفظة الاستثمار الخاصة بك، فضلاً عن تقليص المخاطر المحتملة فى المستقبل، كما يرتاح البعض لشراء شيء ملموس لديه القدرة على زيادة قيمته مع مرور الوقت، ولكن يحذر الخبراء من وضع البيض كله فى سلة واحدة.

يعتقد المحللون أنه لا ينبغي للمستثمرين الأفراد والمؤسسات أن يتأثروا بـ ” FOMO” أو “الخوف من تفويت الفرصة”، موضحين أنه لا ينبغي للناس أن يخاطروا بجميع أموالهم لأنهم يرون أن الآخرين يجنون مكاسب، وينصح الخبراء المستثمرين بمراقبة السوق ويجب أن يكون لديهم استراتيجية جيدة وواضحة لادارة المخاطر.

ويعتقد الخبراء أنه إذا تراجعت التوترات الجيوسياسية فمن المرجح أن يصحح سعر الذهب، ربما يتراجع بنحو 50 إلي 80 دولار، ولكنهم يبقوا متفائلين بشكل عام في المستقبل القريب، متوقعين أن يتخطي سعر الذهب الفوري قريبًا مستوى 2700 دولار، وربما قد يصل إلي 2800 أو 2900 دولار في حال استمرار الاتجاهات الحالية.

ومع ذلك، لا يتم الوعد بالمكاسب المستقبلية أبدًا ولا يتفق الجميع على أن الذهب استثمار جيد، يقول المنتقدون إن الذهب ليس دائمًا أصل جيد للتحوط ضد التضخم كما يقول الكثيرون، وأن هناك طرقًا أكثر كفاءة للحماية من الخسارة المحتملة لرأس المال مثل الاستثمارات القائمة على المشتقات.

حذرت لجنة تداول السلع الآجلة الناس سابقًا من الحذر من الاستثمار في الذهب، وقالت اللجنة أن المعادن الثمينة يمكن أن تكون متقلبة للغاية وترتفع الأسعار مع زيادة الطلب، وهذا يعني أنه عندما يكون القلق الاقتصادي أو عدم الاستقرار مرتفعًا، فإن الذين يستفيدون في العادة من المعادن الثمينة هم البائعون.

في الختام:

يمثل شهر أكتوبر هذا وقتًا ذكيًا للاستثمار في الذهب، وخاصة للمبتدئين نظرًا للفوائد التي يوفرها المعدن الثمين في الوقت المناسب، من خلال الاستثمار في الذهب الآن، يمكن لهؤلاء المستثمرين إما تحقيق ربح سريع (إذا باعوا مع استمرار ارتفاع السعر) أو يمكنهم البدء في بناء بعض الحماية طويلة الأجل في محافظهم الاستثمارية.

ويمكن أن تكون هذه الحماية والتنويع مفيدًا بشكل خاص الآن حيث من المقرر أن يتغير الاقتصاد مرة أخرى، فقط تأكد من تحديد الحد الأقصى لأي استثمار في الذهب بنسبة 10% من محفظتك الإجمالية حتى لا تحد من إمكانات الاستثمارات الأخرى الأقل قابلية للتنبؤ مثل الأسهم والسندات وحتى العقارات.

أضف تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *