إن المساجد هي بيوت الله -سبحانه و تعالى- ومن شعائره لذا علينا أن نعظمها، وفي التالي سوف يتم استعراض حقوق المساجد في الاسلام بالتفصيل كما ورد عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.
حقوق المساجد في الاسلام
فيما يلي حقوق المساجد في الاسلام:
- أداء صلاة الجماعة في المساجد: حثنا النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- على أداء صلاة الجماعة في المساجد بقوله -عليه الصلاة والسلام-: “من غدا إلى المسجدِ أو راح، أعدَّ اللهُ له نُزُلًا من الجنَّةِ كلما غدا أو راح”.[1]
- عمارة المساجد بحلقات العلم: فقد حثنا النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- على التعلم أو التعليم في المساجد بقوله -عليه الصلاة والسلام-: “من غدا إلى المسجد لا يريد إلا ليتعلم خيراً أو يعلمه كان له أجر معتمر تام العمرة، فمن راح إلى المسجد لا يريد إلا ليتعلم خيراً أو يعلمه فله أجر حاج تام الحجة”.
- ملازمة المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة: لقول النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: “ألا أدلُّكُم على ما يَمحو اللَّهُ بهِ الذُّنوبَ ويرفعُ الدَّرجاتِ قالوا بلى يا رسولَ اللَّهِ قال إِسباغُ الوضوءِ على المَكارِه وَكثرةُ الخُطا إلى المسجِدِ وانتظارُ الصَّلاةِ بعدَ الصَّلاةِ فذلِكَ الرِّباطُ ثلاثَ مرَّاتٍ”.[2]
- الحرص على تلاوة القرآن في المساجد: فقد حثنا النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- على ذلك بقوله: “ما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوتِ اللهِ ، يتلون كتابَ اللهِ ، و يتدارسونه بينهم ، إلا نزلتْ عليهم السَّكينةُ : وغَشِيَتْهم الرحمةُ ، و حفَّتهم الملائكةُ ، و ذكرهم اللهُ فيمن عندَه”.[3]
- الحفاظ على نظافة المساجد: كذلك عدم تعكير صفو المسجد بأيًا كان لقول النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: “مَن أكَلَ مِن هذِه الشَّجَرَةِ، فلا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنا، ولا يُؤْذِيَنَّا برِيحِ الثُّومِ”.[4]
- النهي عن رفع الصوت في المساجد: لحديثه -عليه الصلاة والسلام-: “اعتكف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في المسجد ، فسمعَهم يجهرون بالقراءة ، وهو في قُبَّةٍ له ، فكشف السِّترَ وقال : ألا إنَّ كلَّكم مُناجٍ ربَّه ، فلا يُؤذِينَّ بعضُكم بعضًا ، ولا يرفعَنَّ بعضُكم على بعضٍ بالقراءةِ . أو قال : في الصلاةِ”.[5]
- الامتناع عن البيع في المساجد أو حتى البحث عن الشيء المفقود فيها: وذلك لحديث النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: “إذا رأيتُم من يبيعَ أو يبتاعُ في المسجدِ فقولوا: لا أربحَ اللهُ تجارتَك، و إذا رأيتُم من ينشُدُ فيه ضالَّةً فقولوا: لا رَدَّ اللهُ عليك ضالَّتَك”.[6]
- عدم استخدام المساجد لأي سبب خارج الأسباب التي بنيت لأجلها: وذلك لقول النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: “أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ لَمَّا صَلَّى قَامَ رَجُلٌ فَقالَ: مَن دَعَا إلى الجَمَلِ الأحْمَرِ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: لا وجَدْتَ، إنَّما بُنِيَتِ المَسَاجِدُ لِمَا بُنِيَتْ له.”.[7]
- مراعاة الآداب قبل دخول المساجد: على أن يتحلى المسلم بالوقار والسكينة أثناء توجهه للمسجد، لحديث النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: “إذا ثُوِّبَ لِلصَّلاةِ فلا تَأْتُوها وأَنْتُمْ تَسْعَوْنَ، وأْتُوها وعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ، فَما أدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وما فاتَكُمْ فأتِمُّوا، فإنَّ أحَدَكُمْ إذا كانَ يَعْمِدُ إلى الصَّلاةِ فَهو في صَلاةٍ”.[8]
- مراعاة آداب دخول المساجد: وذلك بالالتزام بما يلي:
- ارتداء أحسن الملابس: لقوله جل جلاله: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ).[9]
- الدعاء بالمأثور: أي ترديد قول النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: “إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ، فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ”، أو أن يقول: “أعوذُ باللهِ العظيمِ وبوجهِهِ الكريمِ، وسلْطَانِهِ القديمِ منَ الشيطانِ الرجيمِ”.[10]
- صلاة ركعتي تحية دخول المسجد: لحديث النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: “إِذَا دَخَلَ أحَدُكُمُ المَسْجِدَ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أنْ يَجْلِسَ”.[11]
- الجلوس حيث انتهى المجلس: لحديث النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: “جاء رجُلٌ يتخطَّى رِقابَ النَّاسِ، فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: اجلِسْ فقد آذَيْتَ.”.[12]
- مراعاة آداب الخروج من المساجد: وذلك بالالتزام بما يلي:
- أن يدعو بما ورد عن النبي محمد -عليه الصلاة والسلام-: “إِذَا خَرَجَ فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ اعْصِمْنِي مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ”[13]، بالإضافة إلى أن يدعو بقوله -عليه الصلاة والسلام-: “اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ فَضْلِكَ”.[14]
- ألا يؤذي المصلين بالزحام والتدافع عند باب المسجد، على وجه الخصوص؛ كبار السن والمرضى.
المراجع
- ^ صحيح الجامع , الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | الصفحة أو الرقم : 6399 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
- ^ حلية الأولياء , الراوي : : أبو هريرة | المحدث : أبو نعيم | الصفحة أو الرقم : 8/272 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ثابت من حديث العلاء غريب من حديث خارجة
- ^ صحيح الجامع , الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | الصفحة أو الرقم : 5509 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
- ^ صحيح النسائي , الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الألباني | الصفحة أو الرقم : 706 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
- ^ السلسلة الصحيحة , الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الألباني | الصفحة أو الرقم : 4/134 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
- ^ سنن الترمذي , الراوي : أبو هريرة | المحدث : الترمذي | الصفحة أو الرقم : 1321 | خلاصة حكم المحدث : حسن غريب
- ^ صحيح مسلم , الراوي : بريدة بن الحصيب الأسلمي | المحدث : مسلم | الصفحة أو الرقم : 569 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
- ^ صحيح ابن حبان , الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن حبان | الصفحة أو الرقم : 2148 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه
- ^ سورة الأعراف , الآية 31
- ^ صحيح ابن ماجه , الراوي أبو حميد الساعدي | المحدث : الألباني | الصفحة أو الرقم : 633 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
- ^ المجموع للنووي , الراوي: أبو قتادة الحارث بن ربعي] | المحدث : النووي | الصفحة أو الرقم : 4/551 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
- ^ خلاصة الأحكام للنووي , الراوي :عبدالله بن بسر | المحدث : النووي | الصفحة أو الرقم : 2/784 | خلاصة حكم المحدث : روي بإسنادين صحيحين. إسناد على شرط مسلم، وفي رواية بإسناد صحيح : (فقد آذيت وآنيت)
- ^ القول البديع , الراوي: أبو هريرة | المحدث : ابن حجر العسقلاني | الصفحة أو الرقم : 268 | خلاصة حكم المحدث : حسن لشواهده
- ^ تاريخ دمشق , الراوي : فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم | المحدث : ابن عساكر | المصدر : تاريخ دمشق | الصفحة أو الرقم : 70/13 | خلاصة حكم المحدث : [له متابعة]
اترك تعليقاً