خطب جمعة جاهزة قصيرة pdf

لخطبة الجمعة أهمية كبيرة في حياة المسلم، كون الخطيب يسلط الضوء على القضايا والمشكلات التي تواجه المجتمع في الحياة اليومية، فنراه يتكلم عن مال اليتامى، وحقوق الفقراء والمظلومين، كذلك عن اغتنام الوقت، والرزق الذي يكتبه الله -سبحانه وتعالى- للإنسان، وأيًا كانت الخطبة؛ يقوم الخطيب خلالها بإرشاد المسلمين إلى حل المشكلات التي تواجههم وفقًا لمبادئ العقيدة الإسلامية.

خطب جمعة جاهزة قصيرة pdf

يمكن تحميل ملف يتضمن خطب جمعة جاهزة قصيرة بصيغة pdf مباشرةً “من هنا“، إذ يتضمن الملف خطب عن مجالات هامة في الحياة كحقيقة المال ورعاية المسنين، كذلك عن أهمية اغتنام الوقت وغيرها من المجالات الهامة.

خطب جمعة جاهزة قصيرة

فيما يلي مجموعة خطب جمعة جاهزة قصيرة عن مختلف مجالات الحياة:

  • الخطبة الأولى:

الحمد لله المتفرّد بعظمته وكبريائه ومجده، المدبّر للأمور بمشيئته وحكمته وحمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ألوهيته وربوبيته وفضله ورفده، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، عباد الله، تقوى خيرُ لباسٍ وزاد، وأفضلُ وسيلةٍ إلى رضا رب العِباد، فقد قال ربُّنا -جلّ جلاله-: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً)[1]، عباد الله، إن للتقوى الكثير من الفضائل، فهي سببٌ لتيسير العسير، وتفريج الكُروب والخُطوب، وسببٌ للنجاة من السوء والعذاب، وتكفير السيئات، ورفع الدرجات، والفوز بالجنات، كما أنها سببٌ لإنزال المدد من رب السماء، ونيل رحمته وإكرامه، والنجاة من عذابه، وقَبول الأعمال عنده

  • الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أصحابه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، وراقبوه في السر والنجوى، واعلموا أن من حُرم القناعة، فقد قل يقينه بربه واتبع هواه.
وكان أحد الصالحين يقول: من أكثر نعم الله على عباده وأعظمها شأنا القناعة، وليس شيء أروح للبدن من الرضا بالقضـاء، والثقة بالله تعالى.
هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه، قال تعالى إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن صلى عَلَيَّ واحدةً، صلى اللهُ عليه بها عَشْرًا»[2] وقال صلى الله عليه وسلم: «لا يردُّ القضاءَ إلَّا الدُّعاءُ»[3].

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة الأكرمين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

اللهم إنا نسألك القناعة بما رزقتنا ووهبتنا. اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مريضا إلا شفيته، ولا ميتا إلا رحمته، ولا حاجة إلا قضيتها، ويسرتها يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار. اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، اللهم إنا نسألك الجنة لنا ولوالدينا، ولمن له حق علينا، وللمسلمين أجمعين.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، وأدخل اللهم في عفوك وغفرانك ورحمتك آباءنا وأمهاتنا وجميع من له حق علينا يا رب العالمين.
اذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}[4]

  • الخطبة الثالثة:

أيها المؤمنون؛ بيّن الله -تعالى- لنا طُرق الخير، وأثابنا عليها بالجنة، لِقوله: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)[5]، فالمُتّقون هُم المُلتزمون بطاعته، البعيدون عن معصيته، وحتى يصل الإنسانُ إلى التقوى فلا بُدّ له أن يعرف ما هي التقوى، فتقوى العبد تتحقّق بجعل الوقاية بينه وبين غضب الله -سبحانه-، وكيف ذلك؟ بفعل الطاعات واجتناب المعاصي، بأن يُطاع الله فلا يُعصى، ويُذكر فلا يُنسى، ويُشكر فلا يُكفر، وقد قال عليّاً رضي الله عنه: التقوى هي “الخوف من الجليل، والعملُ بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل”، فمن الذي ينفعنا إذا مِتنا وصرنا إلى دار الحقّ؟ من الذي يصحبنا إلى قبورنا ويؤنس وحشتنا؟ ما الذي يمنع عنا العذاب؟ إنّها والله التقوى وأعمالنا الصالحة.

عباد الله، إن المُتدبّر في كتاب ربّه وسُنّة رسوله يُدركُ أن التقوى جِماعٌ وسببٌ لِكُلّ خيرٍ، سواءً كان هذا الخير في الدُنيا أو الآخرة، وهي سببٌ لسعادة المؤمن والنجاة، وسببٌ لتفريج الكروب في الدُنيا والآخرة، قال الله تعالى في كتابه الكريم: (وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)[6]، وذكر بعض السلف أن هذه الآية أجمعُ آيةٍ في القُرآن؛ لأنها تجمعُ خيريّ الدُنيا والآخرة؛ فالمُتّقي يجد المخرج مما يُصيبهُ من مصائب الدُنيا وكُربات الآخرة، ومن أعظم الثّمار التي يجنيها المؤمن بتقواه حُصولهِ على معيّة الله -تبارك وتعالى-، ومحبّته، وولايته، وما أعظمها من ثِمار! لِقوله تعالى: (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)[7]. قال أحد الشّعراء عن التقوى:

خلّ الذنوبَ صغيرها

وكبيرها فهو التُّقى

واصنع كماشٍ فوق أرض

الشوك يحذر ما يرى

لا تحقرنّ صغيرةً

إن الجبال من الحصى

وجاء عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- أنّ تمام التقوى بأن يتّقي العبد ربه حتى من الأشياء الصغيرة، وقد يترك بعض المباح مخافة الوقوع في الحرام. معشر الفضلاء، التقوى وصيةٌ من الله -تعالى- لجميع عِباده الأولين والآخرين، كما أنها وصية جميع الأنبياء لأقوامهم، قال -سبحانه- في كتابه الكريم: (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ* إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ)[8]، كما أنها وصيةُ الصحابة الكرام وتابعيهم، فقد كان أبو بكر وعُمر -رضي الله عنهما- يبدؤون خُطبهم بالناس بالوصية بالتقوى، فكلّنا بحاجة إلى التقوى، ولو كان الواحد منّا من أعلم العلماء، ألا فلنتَّقِ الله حقَّ تُقاتِه، في الشّدة والرخاء، وفي السّر والعلانية، وفي الجلوة والخلوة، لنكون من المهتدين بإذن الله إلى صراطه المستقيم في الدنيا والآخرة.

  • الخطبة الرابعة:

الحَمْدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَه، وأَشْهَدُ أنَّ نبيَّناَ محمَّداً عبدُهُ ورسولُهُ، صلى الله عليه وسلِّمْ، وعلَى آلِهِ وأصحابِهِ أجمعينَ، والتابعون لَهُمْ بإحسانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أمَّا بَعْدُ أيها المسلمون: فإنَّ كبارَ السنِّ همُ الصلَةُ بيْنَ الماضِي والحاضِرِ، نعتزُّ ونفتخر بهِم، نسأل الله أن يوفقنا لرعايةِ المسنينَ والاعتناءِ بِهِمْ، وردِّ الجميلِ إليهِمْ، ورَفْعِ قدْرِهِمْ، فاحترامُ الكبيرِ وتوقيرُهُ ومساعدتُهُ خلقٌ عظيمٌ ومظهرٌ كريمٌ وبابٌ مِنْ أبوابِ الخيرِ،
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أُمِرْتُمْ بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْه القائلِ (إِنَّ مِنْ إِجْلاَلِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ)[9]

  • الخطبة الخامسة:

أما بعدُ أيها المسلمون: فاتقوا اللهَ واعلموا أنَّ المالَ الذي بينَ أيديكم هو مالُ اللهِ، وأنَّ اللهَ أعطاكم إياهُ لتبتغوا بهِ الدارَ الآخرةَ، وإذا علمنا أنَّ المالَ وسيلةٌ وسبيلٌ، وليسَ هدفاً وغايةً، هانت علينا مصائبُ الدنيا؛ لأنَّ معظمَ ما يصيبُ الإنسانَ في هذه الدنيا إنما هو بسببِ المالِ وتعلقهِ بهِ، وحرصِهِ عليهِ، وأكثرُ الخصوماتِ والعداواتِ وقضايا المحاكمِ الشرعيةِ وجرائمِ الإنسانيةِ، يقبعُ المالُ وحُبُّ المالِ خلفَهَا، فإذا علمنا حقيقةَ هذا المالِ تجاوزنا كلَّ الصعوباتِ، وتخطينا كلَّ المحنِ
وما المرءُ إلا كالشهابِ وضوئِهِ
يحورُ رماداً بعدَ إذ هو ساطعُ
وما المالُ والأهلون إلا وديعةٌ
ولا بدَّ يوما أنْ تردَّ الودائعُ
ويمضونَ أرسالاً، ونخلفُ بعدَهم
كما ضمَّ أخرى التالياتِ المُشايِعُ
وما الناسُ إلا عاملانِ فعاملٌ
يُتبِّرُ ما يبني وآخرُ رافعُ،
فمنهم سعيدٌ آخذٌ نصيبه
ومنهم شقيٌّ بالمعيشةِ قانعُ
أليسَ ورائي إنْ تراخَتْ منيتِي
لزومُ العصا تُحنى عليها الأصابعُ، نسألُ اللهَ أن يرزقنا المالَ من حِلِّه، ويوفقنا إلى صرفِهِ في مسالكِ الخيرِ ومجاري الإحسانِ، ونسألُ اللهَ أنْ يصرفَ عنا المالَ المحرمَ ويصرفنا عنهُ، وأن يجعلَنا ممن يتعاونونَ على البرِ والتقوى، والخيرِ والإحسانِ، صلوا وسلموا

المراجع

  1. ^ سورة الطلاق , الآية 5
  2. ^ صحيح الجامع , أبو هريرة ، الألباني ، 6358 ، صحيح
  3. ^ صحيح ابن ماجه , ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الألباني ، 73 ، حسن
  4. ^ سورة العنكبوت , الآية 45
  5. ^ سورة آل عمران , الآية 133
  6. ^ سورة الطلاق , الآية 2
  7. ^ سورة البقرة , الآية 194
  8. ^ سورة الشعراء , الآيات 105 - 106
  9. ^ الآداب الشرعية , أبو موسى الأشعري ، ابن مفلح ، 2/315 ، إسناده جيد
أضف تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *