حثنا الإسلام على رعاية الحقوق ومنح كل ذي حق حقه، لا سيما الجار الذي يقع على عاتق كل منا رعاية حقوقه بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية وذلك لزيادة روح الألفة والمحبة بين الأفراد، وفي التالي سوف يتم استعراض حقوق الجار كاملة.
حقوق الجار
فيما يلي حقوق الجار كاملة:
- ستر الجار: إن ذلك الحق يعتبر من أعظم وأهم حقوق الجار، فقد حثنا الإسلام على ستر الجار وعدم التجسس على محارمه، وصيانة عرضه سواء بغيابه أو بوجوده، والحفاظ على أسراره، فعن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- قال: (يا معشرَ من أسلمَ بلسانهِ ولم يُفضِ الإيمانُ إلى قلبهِ ، لا تُؤذُوا المسلمينَ ولا تُعيّروهُم ولا تَتّبعوا عوراتهِم ، فإنه من يتبِعْ عورةَ أخيهِ المسلمِ تتبعَ اللهُ عورتَهُ ، ومن يتبعِ اللهُ عورتهُ يفضحْه ولو في جوفِ رحلهِ)[1]، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (المسلمُ أخو المسلمِ لا يظلِمُه ولا يُسلِمُه مَن كان في حاجةِ أخيه كان اللهُ في حاجتِه ومَن فرَّج عن مسلمٍ كُربةً فرَّج اللهُ بها عنه كربةً مِن كُرَبِ يومِ القيامةِ ومَن ستَر مسلمًا ستَره اللهُ يومَ القيامةِ)[2].
- أن يحسن الجار إلى جاره: تتعدد صور الإحسان إلى الجار فتتجلى صوره في تقديم يد العون والمساعدة له عندما يحتاج إلى ذلك، ورد السلام إليه وعدم إزعاجه بأي شكل كان، كذلك الدعاء له، وتقديم النصيحة والمشورة له، تفقد أحواله والعناية به أثناء مرضه وغيرها الكثير، وقد حثنا النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- على الإحسان إلى الجار، وذلك بقوله عليه -الصلاة والسلام-:(مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جارَهُ)[3]، يُذكر أنه وبالإسلام تعتبر محبة الخير للجار علامة من علامات الإيمان، فعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (خيرُ الأصحابِ عندَ اللهِ خيرُكم لصاحبِه، وخيرُ الجيرانِ عندَ اللهِ خيرُكم لجارِه)[4].
- زيارة الجار: إن من حق الجار على الجار زيارته وتلبية دعوته، ومشاركته في الأفراح والأتراح كون ذلك يساهم في توطيد العلاقة بينهما، فقد حثنا نبي الله محمد -صلى الله عليه وسلم- على ذلك يقوله: (حَقُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ سِتٌّ قيلَ: ما هُنَّ يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: إذا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عليه، وإذا دَعاكَ فأجِبْهُ، وإذا اسْتَنْصَحَكَ فانْصَحْ له، وإذا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَسَمِّتْهُ، وإذا مَرِضَ فَعُدْهُ وإذا ماتَ فاتَّبِعْهُ)[5].
- عدم الاعتداء على الجار وإلحاق الأذى به: إن الاعتداء على الجار سواء بالقول أو الفعل، يعتبر من الكبائر في الإسلام، لذا حرمنا عنها، ومن صور الأذى هذه؛ التنصت على الجار وكشف أسراره، والنظر إليه وتتبع عوراته، والتكلم عنه بالسوء أمام الآخرين ومحاولة تشويه سمعته، إزعاجه في أوقات راحته ونومه وغيرها الكثير، زقد قال النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: (واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ. قيلَ: ومَن يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: الذي لا يَأْمَنُ جارُهُ بَوايِقَهُ)[6].
- السؤال عن أحوال الجار: أمرنا الإسلام بالسؤال عن أحوال الجار والإحسان إليه، حيث أن ذلك يقوي روابط العلاقة ويزيد من الألفة والمحبة، وعن النعمان بن بشير -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوادِّهِمْ، وتَراحُمِهِمْ، وتَعاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى منه عُضْوٌ تَداعَى له سائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى)[7].
- الصبر على الجار: قد يصادف الإنسان في بعض الأحيان جار مزعج وهنا عليه أن يصبر على أذاه وإزعاجه ولا يرد له إياهم، ومسامحته على أفعاله، فقد قال الله -تعالى-: (وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)[8]، كما أمرنا جل جلاله بالتماس الأعذار للناس بقوله -تعالى-: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)[9].
المراجع
- ^ سنن الترمذي , الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الترمذي | | الصفحة أو الرقم : 2032 | خلاصة حكم المحدث : حسن غريب | التخريج : أخرجه الترمذي (2032) واللفظ له، وابن حبان (5763)، وأبو الشيخ في ((التوبيخ والتنبيه)) (93).
- ^ صحيح ابن حبان , الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : ابن حبان | الصفحة أو الرقم : 533 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه | التخريج : أخرجه البخاري (2442)، ومسلم (2580) باختلاف يسير
- ^ صحيح مسلم , الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | الصفحة أو الرقم : 47 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
- ^ صحيح الجامع , الراوي: عبدالله بن عمرو | المحدث : الألباني | | الصفحة أو الرقم : 3270 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه الترمذي (1944)، وأحمد (6566) باختلاف يسير.
- ^ صحيح مسلم , الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | | الصفحة أو الرقم : 2162 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | التخريج : أخرجه البخاري (1240)، ومسلم (2162).
- ^ مجمع الزوائد , الراوي : أبو هريرة | المحدث : الهيثمي | الصفحة أو الرقم : 8/171 | خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح | التخريج : أخرجه البخاري معلقاً بصيغة الجزم بعد حديث (6016) باختلاف يسير، وأخرجه موصولاً مسلم (46) مختصراً بنحوه
- ^ صحيح الجامع , الراوي: النعمان بن بشير | المحدث : الألباني | الصفحة أو الرقم : 5849 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه البخاري (6011)، ومسلم (2586) واللفظ له
- ^ سورة الشورى , الآية 43
- ^ سورة فصلت , الآية 34
اترك تعليقاً